جاك لويس دافيد كان رساما فرنسا ، وأحد أبرز فناني المدرسه الكلاسيكية الجديده.
ولد لعائلة باريسيه من الطبقة المتوسطة في عام 1748. بعد أن اغتيل والده، عاش مع أعمامه. حين بلغ من العمر ستة عشر عاماً، درس الفن في الأكاديمية الملكية و في عام 1774 ربح جائزه روما. بعد ذلك سافر ايطاليا حيث تأثر بالفن الكلاسيكي، وبأعمال الفنان نيكولا بوسان. ومكث هناك لست أعوام. ابتكر دافيد أسلوب كلاسيكي جديد خاص به.
كان دافيد من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير و عمل بالسياسه و اشترك فى الاحداث التى مهدت لاندلاع الثورة، فأصبح بعد ذلك رسام الثورة الرسمي. عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني، فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة، فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلة للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.
يعتبر جاك لويس دافيد من اعظم و اشهر مؤسسى الحركه الكلاسيكيه بينما كانت نشأته الاولى بين مصورى "الروكوكو".
توفى جاك لويس دافيد فى 29 ديسمبر 1825 عن عمر 77 سنه
و كانت سبب الوفاه انه دهس .
خصائص فن جاك لويس دايفيد:
يرجع له الفضل فى توجية الفن الى العنايه بالجوهر التشكيلى القائم على الهندسه و تنظيم العلاقات التشكيليه، على الرغم من عنايتة بالمضمون و المحتوى، و اضاف الى الكلاسيكيه تجديدات ليخلص الفن الفرنسي من الرقه المصطنعه و الاسراف فى استخدام الاقواس و المنحنيات و الخطوط الحلزونية.
كانت لوحاته لا تعكس افكاره او افكار عصره بل تعكس افكار و تاريخ عصور سابقه و رسم بكثره الاعمال الفنيه الاصليه للحضارتين القديمتين ( اليونانية،الرومانية).
كان المحتوى التاريخى عند دايفيد يؤكد البعد الاجتماعى بجانب البعد التاريخى فهو يؤكد على الاثنين معا.
اهتم بالمحتوى التشكيلى القائم على التنظيم الرياضى المستتر وراء العلاقات التشكيلية.
اعتنى بالمحتوى الايدلوجى و التاريخى و الاجتماعى من خلال قوالب رياضيه خالصه ، كما استخدم ذلك الاسلوب القائم على الاشكال العضوية الا ان تنظيماته خلت من المحتوى الحيوى.
من اهم اعمالة:
قسم الاخوة هوراس 1784
يمثل هذا العمل 3 رجال يرتدون الملابس الرومانية العسكرية و يقفون امام والدهم، رفع سيوفهم الى اعلى بينما يشيرون اولاده اتجاه السيوف يقسمون له على التضحيه بأنفسهم فى سبيل الجهاد و ان يقاتلون حتى الموت .
نجد فى يمين اللوحه مجموعه من النسوة فى اوضاع حزينه على رجالهم المتجهه الى ساحه القتال.
و نجد انه ظهر فى خلفيه اللوحه جزء من بناء معمارى ذو عقود دائرية تتركز على أعمده مما يعطى احساسا بالعمق فى اللوحة.
استطاع فى اللوحه ان يجعل الاب بمثابه البؤره المركزية للعمل الفنى بينما يقف الاخوة فى ثبات و اتزان معبرين عن ذلك باتجاهات الارجل .
جمع دايفد بين (بؤرتى الصورة المعنوية و الاخرى التركيبيه) و استعان على ذلك فى طريقه و ضعيه أذرع الاخوة الممتده يشكلون معا مثلث متساوى الاضلاع.
ظهر التضاد فى اللوحه من حيث قوة شده الاذرع و السيقان للاخوة الاثلاثه و بين ذراع الاخ الملتف حول اخيه ليحد قليلا من مظاهر الشده فى اللوحه.
و نجد ان على الجانب الاخر من اللوحه جانب مضاد لقوة المحاربين و تمثلت فى مجموعه من النساء الاتى يجلسن بائسات حزينات على مصير أزواجهم و هذا من خلال ميل الرؤوس.
اعتمد دايفد هنا على التنظيم التشكلى القائم على المحاور الافقية و الرأسية و المائلة و المتقابلة.
نجد ان دايفد قسم اللوحه الى ثلاث اجزاء رأسية :
1- يظهر فى عمق اللوحه فى العقود النصف دائرية.
2-الجزء الايمن مجموعه من النسوة و الاوسط به الوالد.
3-الجزء الايسر به الاخزة
ظهر التقسيم الافقى للارضية و وقف الشخصيات على خطا افقى واحد و انتهاء القامه عند خد افقى واحد.
برع فى اظهار عمق اللوحه من خلال الضوء و الظل الواقع على الشخصيات و خاصه الملابس المستمده طرازها من العصر الرومانى.
ظهور التضاد فى توعية الملابس و ملمسها بين خشونه ملابس الرجال و نعومة ملابس النساء و استطاع ان يصور بالخط ثنايا الملابس.
كسر حده الوقفه الثابته للاب بأن يحيطه بعباءخ و التى تنساب فى هدوء و ليونة، و ظهر عنصر الحركة من خلال ثتايا ملابس الرجال.
لوحة موت مارا 1793
كان "مارا" احد اصدقاء دافيد.
اكسب دافيد هذه اللوحة تعبيرا ماساويا عنيفا فهى تصور لحظة وقوع القتل و مازالت الريشة فى يد "مارا" و الانفعال و الالم مازالا على وجهه بعد ان اصيب.
جسد دافيد هذه التعبيرات الواضحه الانفعالية بمجموعة عاليه من درجات الظل و النور التى برع فيها.
نساء سابين 1799
تجسد هذه اللوحه عوده شعب السيبان الى روما لاسترداد نسائهم الذى تم خطفهن من قبل الرومان و تظهر فى وسط هذه اللوحه "هيرسيليا" زوجه قائد الرومان "رومينوس" تتوسط زوجها و ملك السيبان "كانيوس" و تظهر مرتديه الابيض تعبيرا عن النقاء تمد زراعيها محاوله ايقاف هذا القتال.
اما المراه الاخرى التى على يمين "هيرسيليا" تنظر على ملك السيبان "كانيوس"و كأنها تقول : ما ذمب هؤلاء الاطفال؟ الا ترونهم !
و لكن نجد ان "رومينوس" و "كانيوس" لا يلتفتان لاى شئ يوجه نظر كل منهما الى الاخر و كان ليس فى هذا العالم سوا الحرب بينهم .
اما الجندى الذى يركب جواده على يمين اللوحه يظهر و كانه يبعد سيفه محاولا ان يوقف هذه الحرب .
و بمقارنه هذه اللوحه باعمال دايفد الاخرى نجد ان المحور الرئيسى فى هذه اللوحه "النساء".
بعكس جميع لوحاتة السابقه فكان دائما المحور الرئيسى للوحاته "الرجال".
تظهر فى هذه اللوحه قوة المرأه و ارادتها فى ايقاف الحروب ، اما فى لوحاتة الاخرى كان للنساء دورا جانبيا يغلب عليه العواطف و المشاعر و الضعف ( مثل لوحه قسم الاخوة هوراس).
و نلاحظ ايضا فى هذه اللوحه العرى و يريد ان يعود دافيد بذلك الى الثقافه "اليونانية القديمة" و التى تعد اظهار الجسد هو الاحتفاء بجمال هذا الجسد و بديع صنعة.
جانب من لوحات جاك لويس دافيد:
بورترية فروسي لستانيوساف كوستا بوتوكى (1781)
الكتورس يجلب إلى بروتوس اجسام ابنائة
من احداث الثورة الفرنسية
بليزاريوس 1781
وفاه سقراط 1787
نابليون فى مضيق سان برنار 1801
بورترية أنطوان لوران لافوازيية و زوجته 1788
باريس و هلن 1788
بورترية ل نويه بيناكوتك 1790
مدام ريكامييه 1800
بورترية البابا ببوس الثانى عشر 1805
تتويج نابليون 1806
نابليون فى مكتبة 1812
ليونيداس فى ثرموبيلاى 1814
ايتان موريس جيرار 1816
غضب اخيل 1825